سبوت ميديا – Spot Media

تابع كل اخبار الفن والمشاهير والتكنلوجيا والرياضة والعديد من المواضيع الاجتماعية والثقافية

مجد فادي يعقوب
أدب حروف تائهه

رغيف خبز ؟!

(٢)


كنْتُ و في كلِّ مرّةٍ أذهبُ فيها إلى المعلمةِ جودي و أسألَها عن أمي و أبي كانَتْ تعطيني ورقةً وألواناً وتقول لي :

عندما تشتاقُ إليهم ارسمهم ! ارسم أيّاً ما تفكّرُ به !


كانت تلكَ الطريقةَ الأمثل لتسكينِ جراحي الطفولية التي لم أكنْ أستطيعُ أن أحدّدَ موطنَ ألمها ؟!

كانَتْ هي وطني الخرافيّ الذي أبحثُ فيهِ عن هويتي وتذكرة سفري ، وحتى أنّني كنْتُ في كثيرٍ من الأحيانِ لا أعرفُ ماذا أرسم !

فكيفَ يمكنُ للمرءِ أن يرسمَ شيئاً لم يعرفه ولم يختبره ؟!

كنْتُ أرسمُ الكثيرَ من الوجوهِ و أحياناً وجهَ المعلمةِ جودي نفسَهُ !

و أتخيّلُها تشبهُ أمي لأنّها كانت مصدرَ العطفِ والحنانِ بالنسبة لي !!


ورويداً رويداً لم يعدْ خيالي يتسّعُ في الأوراقِ !

فأرسمُ على الجدرانِ كلَّ ما أراهُ أمامي وأشعر بأنهُ ينتمي إلى وطني الخيالي الذي كنْتُ أعيشُ فيه ..


ربّما هذا ما ساعدني على خلقِ شخصياتٍ بنيْتُها في خيالي و بنيْتُ لها عالماً تمنّيتُهُ و رحْتُ أسدُّ الفراغاتِ بالكتابةِ حتّى امتلأتْ أوراقي !

لذا و بلحظةِ جنونٍ كنْتُ أعتبرُ كل َّمكانٍ أقمْتُ فيه و كلَّ جدارٍ رسمْتُ عليهِ وطني و انتمائي …

يتبع —-

مجد فادي يعقوب

 720 total views

هل كان المقال مفيداً ؟

اترك رد