فجأةً !..
وبليلةٍ معتمة ظهرَتْ أمامي !!
فتاة تعيشُ في حجرةٍ بسيطة …
حجرة من ركام الحجارة ..
هي منزلها..
الذي لا يشبه الكوخ …
ولايشبهُ أيَّ شكلٍ من أشكالِ البيوت..
رنينُ القصبِ كان يرنّ !!…
وصداهُ يصلُ الى أذني..
والفتاةُ صامتة !!
بقيَتْ صامتة ترقص..
ترقصُ على صوتِ القصب !!
لأنَّ هذه هي حضارتها..
لأنها تعتبرُ هذه هي موسيقا الدنيا..
لم يسبقْ لها أن تعرَّفَتْ على الموسيقا !!!
أجل ! الموسيقا الحقيقية !!..
حجرة مغطاة …
حجرة يصلها الضوء الرديء..
فهل من أحد؟؟
هل من روحٍ تعينُ تلكَ المسكينة ؟!
ستارُ شعري غلبَتْهُ ستارتها ..
جلسْتُ …
جلستُ أخاطبُ الهوى.. و أخاطبُها!! ..
فقالت لي:من أنت ؟؟
هل جئْتَ تهزأُ بي ؟؟؟
هل أزعَجَكَ هدوئي ؟؟
فأجبتها :
سكينة و سكون !!..
أوتسألينني إنْ أزعجتِني يا فتاة ؟!
سكينة تعادلُ مئةَ ألفِ قيراطٍ من الكلمات !!!,
في هذهِ الحجرة الصغيرة..
في هذهِ الخرابة ….
و تسألينني إن أزعجتني ؟! و تظنينَ أنّني سأقول العتاب ؟!
وحتى وإن ذابت بي الأسطر !!
فلا تلوميني !!
وإن أزعجَتكِ كلماتي بالله عليك قولي لي؟؟
موسيقا الهوى إذ تعاتبني فلن أنزعجَ إن أنتِ عاتبتني..
قيثارةُ شعرٍ بدأتْ في هذا الكوخ الفقير..
وعازفها لا يعرف ماذا يُخبّىءُ له من بعد هذ من مصير!!!
يحلّقُ بين أبياتها أسير ….
هي ترقصُ على ترنيماتِ كلماتهِ ..
رنينُِ القصبِ و خفقانُ ألحانهِ ..
لتكونَ معزوفةَ الهوى
في صمتِ حجرةٍ و فتاة !!!!
790 total views
