سبوت ميديا – Spot Media

تابع كل اخبار الفن والمشاهير والتكنلوجيا والرياضة والعديد من المواضيع الاجتماعية والثقافية

Celebrities

لماذا يعتزل براد بيت وجيم كاري وساندرا بولوك وهم في أوج مجدهم؟ ما علاقة الجيل الصاعد؟

لم تحلم “مرجريت هيرا” في أن تكون ممثلة مشهورة يوماً ما. أثناء الدراسة كانت مولعة بالكتابة الصحفية، وبعد الدراسة الثانوية ذهبت إلى جامعة نيويورك لدراسة الصحافة؛ ومن أجل الحصول على المال اللازم للحياة والدراسة في نيويورك شاركت بالتمثيل في بعض الأعمال السينمائية والتليفزيونية. شقراء لطيفة، صاحبة عيون زرقاء مرحة، ارتاحت هوليوود لطلتها الجذابة وفتحت لها ذراعيها، وحصلت على بعض الأدوار الصغيرة في مسلسلات وأفلام خلال حقبة الثمانينيات، وشاركت بدور مساعد أمام “توم كروز” و”فال كيلمر” في فيلم Top Gun عام 1986، ولفتت نظر المخرج “ستيفن سبيلبرج” الذي منحها دور البطولة في فيلم Innerspace أمام “دينيس كويد” الذي تزوجته لاحقاً، وسجلت “مرجريت” نفسها في نقابة الممثلين الأمريكية بلقب جدتها، وأصبح الجميع يدعونها “ميج ريان”.

حكاية صحفية أصبحت ممثلة!

كانت الممثلة “كيلى ماكجليس” هى بطلة Top Gun وحبيبة البطل “توم كروز”، ولم تكن صورتهما معاً على الدراجة البخارية مجرد أفيش فيلم، فقد تحولت إلى صورة رومانسية أيقونية يُعلقها الشباب في أنحاء العالم على حوائط غرفهم، وفي حين لم تنجح “كيلي ماكجليس” في الحفاظ على نجومية ولمعان البدايات انطلقت “ميج ريان” في مسيرة حافلة توجتها بلقب “محبوبة أمريكا” الذي أطلقته عليها المخرجة وكاتبة السيناريو “نورا ايفرون”، وهى صانعة عدد من أهم أفلام الكوميديا الرومانسية في التسعينيات كاتبة ومخرجة، ومنها أفلام Sleepless in Seattle (أرق في سياتل) و You’ve Got Mail  (لديك رسالة بريدية) و When Harry Met Sally (حينما التقى هاري بسالي)، وهى أفلام صنعت ثنائية رومانسية لا تُنسي بين “ميج ريان” و”توم هانكس” الذي حمل هو الأخر لقب “محبوب أمريكا” حتى الآن.

انحسرت الأضواء عن “محبوبة أمريكا” الشقراء سنوات طويلة حتى أنها جربت عام 2015 الوقوف خلف الكاميرا كمخرجة لفيلم الدراما الحربي Ithaca وشاركت في بطولته مع “توم هانكس” و”سام شيبارد”، لكن التجربة لم تُحقق لها الكثير، ومؤخراً أعلنت أنها اعتزلت التمثيل؛ والسبب حسب تصريحات لزميلتها “جوينث بالترو” في حوار مناسبة عامة أنها لم تكن ترغب من الأساس أن تكون ممثلة، وتشعر بالإكتفاء بعد كل تلك المسيرة الطويلة.

التقاعد بين التلميحات والحسم!

لا أصدق شخصياً مبررات “ميج ريان” تماماً، وأظن أنها مثل كثير من نجوم ونجمات الفن في هوليوود والعالم أحزنهم خفوت أضواء الشهرة عنهم، وأصبح استمرارهم في مجال التمثيل بدون هالة النجومية مؤلماً، وهذا ما عانت منه الممثلة “كاميرون دياز” قبل قرارها الاعتزال والتفرغ لحياتها الخاصة.

وحال النجم “براد بت” أكثر تعقيداً؛ فبعد عشرات الأدوار الهامة التي جعلت منه أيقونة للوسامة والسينما في هوليوود والعالم لم يعد يجد أدوار تليق بتاريخه، وهو قبل تصريحاته الاخيرة عن الاعتزال ونهاية مسيرته ظهر في دور شرفي في فيلم أكشن كوميدي متواضع للغاية بعنوان The Lost City (المدينة الضائعة)، وهو يشبه نوعية من أفلام سبق تقديمها خلال حقبة التسعينيات بصورة أفضل، ومنها فيلم Romancing the Stone (تليين الصخر) بطولة “مايكل دوجلاس” و”كاتلين تيرنر”، لكن الفيلم الذي تقوم ببطولته “ساندرا بولوك” و”تشانينج تاتوم” و”دانيال رادكليف” افتقد كثير من جاذبية وطلة هذه الأسماء الشهيرة، وبدا ظهور “براد بت” الشرفي المقصود به المرح في الفيلم عبثياً تماماً.

لم يعد “براد بت” جذاباً لهوليوود كما كان في أفلامه السابقة؛ ولهذا صرح أن مسيرته الفنية اوشكت على الانتهاء، ولو لم يجد العمل الذي يستحق فهو يفضل التقاعد، وقد سبقه في التقاعد النجم الموهوب صاحب الأداء البارع والأدوار الأيقونية “دانيال دي لويس”، وبعد مرور سبع سنوات على قراره الصارم والصادم بالإعتزال يرفض الإعلان عن مبررات اعتزاله وهو في أوج مجده.

بطلة (المدينة الضائعة) “ساندرا بولوك” كانت مرحة وساخرة كعادة أفلامها السابقة، ولكنها لم تُحقق نفس السحر كما كان الحال مثلاً في سلسلة أفلام Miss Congeniality (ملكة الجمال)، ووجدت أن الوقت ملائم حالياً للتقاعد وقضاء وقت أكثر مع عائلتها.

الوباء والعزل والاعتزال!

حجة قضاء وقت أكبر مع العائلة هى الأكثر انتشاراً على لسان نجوم هوليوود الذين أعلنوا أو لمحوا بالإعتزال، وهو بلا شك أحد المبررات الحقيقية لنجوم قضوا معظم سنوات شبابهم في التصوير والترويج للأفلام، لكن النجك “جيم كاري” ربط نيته في اعتزال التمثيل بوجود دور متميز يدفعه لتغيير قراره، وهو يشترك مع “براد بت” في التلميح برداءة الأدوار التي تُعرض عليهما؛ فكلاهما لا يرغب في الاستمرار بأدوار ضعيفة من أجل التواجد فقط.

لا شك أن سنوات وباء كورونا وتوقف السينما الإجباري شكلت جزء من حالة أثرت على هوليوود بشكل كبير؛ فبعد سيطرة ثقافة المشاهدة من خلال المنصات وقت العزل، توجهت هوليوود إلى إنتاج أفلام الأكشن والإبهار البصري الذي يُفضل مشاهدته على الشاشات الكبيرة، وأصبحت عيون هوليوود مُسلطة على النجوم الشباب، وأصبحت أسماء مثل “توم هولاند” و”زندايا” الأقرب لجمهور الشباب؛ فهم الأكثر ملائمة لأدوار الشخصيات الخارقة مثل سبايدر مان، ومع توجهات أجندة هوليوود نحو موضوعات تخدم ثقافة الصوابية السياسية ودعم الأقليات والمهمشين ثقافياً وإجتماعياً تغيرت خريطة الأدوار وقوائم النجوم والنجمات، وقد يكون مناخ هوليوود المتطرف حالياً سبباً خفياً وراء سأم وغضب نجوم لا زال لديهم القدرة على العطاء، ودافعاً لهم بالتهديد بالإعتزال، لو كان تهديدهم له قيمة داخل قلعة هوليوود.

 692 total views

هل كان المقال مفيداً ؟

اترك رد