سبوت ميديا – Spot Media

تابع كل اخبار الفن والمشاهير والتكنلوجيا والرياضة والعديد من المواضيع الاجتماعية والثقافية

مجد فادي يعقوب
أدب حروف تائهه

لوحة

ربّما وبسذاجةٍ منّي أظنّهُ إذا اشتاقَ إليكِ داخلَ خيالي ، سيستطيعُ أن يرسمَكِ بدلاً منّي


أمّا أنا إذا اشتقْتُ فلا أستطيعُ بحاضرِ بؤسي أن أرسمَ لغةً كاملةً ببضعِ كلمات .


لهذا أحبُ الرّسم ، ولهذا يرتعشُ جسدي كلّما سمعْتُ باسم ذلك الفنّ ، ولهذا أستحضرُ روحَ الرّسام في كتاباتي دائماً لأُشبعَ خيالي لما جاع واقعي إليهِ يوماً …


فهل الكتابةُ خُلقَت لملءِ بعضِ الفراغاتِ لبعضِ التّمنياتِ في حياتي ؟!


هل الواقعُ بعيدٌ كلّ هذا البعد عن خيالي ؟!


اسمي مؤلفٌ من ثلاثةِ حروفٍ ، تاريخُ ميلادي بعيدٌ عن أوراقي الثبوتية ، تصوّر حتى اللحظة التي وُلدْتُ بها لم تحملْ قدسيتها ومضَتْ عابرةً في روزنامة الحياة دون أن تتوقّف .


فلأيّ شيءٍ أُعلنُ انتمائي أنا الذي لم أحسُ يوماً بقيمةِ الانتماء ؟ أيُّ وطنٍ خرافيّ هو وطني ؟! وأيّ خيالٍ أنا أنسجُ لواقعٍ لا يعرفني ؟!


أيمكنُ أن أكونَ لوحةً ببضعةِ ألوانٍ لذلك أعودُ إلى أصلي وجذوري كلّما كتبْتُ وأحنُّ لماهيةِ تكويني يوماً ؟!


أيمكنُ أن تكونَ هذه العبثيةُ المطلقة في تلكَ الّلوحة هي عبثيتي ؟!


أخافُ يوماً عندما أطلقُ كلّ مجازري وتشتعلُ كلّ حرائقي في تلك الغاباتِ والتي تسمى السطور ؟!


ماذا يبقى لي ؟! هل تكون حياتي قد انتهت في تلك اللحظة ؟! أو أنّني أكون قد لبسْتُ شخصيةً أخرى بهيئةِ رسّام ؟!!!


كم أتمنّى !!!!!


هذا هو الخيالُ أعزائي ، شيءٌ يعوّدك على إدمانِ التّمنيات لتدوينها على ورق ؟!


شيءٌ يعلّمك أن تذهبَ بعيداً حيث تريد وأنتَ مقيّد !!


إنّه نوعٌ من حبوبٍ هيستيريّة تفصلُكَ عن الزّمنِ لحظةً لتصبحَ خرافةً في لحظةٍ أخرى !!!……..

مجد فادي يعقوب

 540 total views

هل كان المقال مفيداً ؟

اترك رد